أنا مناصرة لحقوق الأطفال والشباب وأبلغ من العمر 17 عامًا. أتطلع بشدة لرؤية مستقبل أكثر إشراقًا لجيلنا وللأجيال القادمة. أنا من اليمن. هناك وُلدت وترعرعت وأنا شغوفة بالمشاركة في الدعوة للسلام وتوفير فرص للشباب في كل مكان. آمل أن ألهم العمل وأن أنشر الأمل و أن أكون جزءًا من خلق عالمًا يتمتع كل طفل فيه بفرصة النجاح.
رأيت التأثير العميق للصراع على العائلات والمجتمعات وخاصة على الأطفال حيث لا يستطيع الأطفال تشكيل مستقبلهم من خلال أحلامهم بل من خلال نضالهم اليومي للعيش بسلام والبقاء. أصبح من الواضح لي أن الدعوة إلى السلام لا تتعلق فقط بالحد من العنف - بل تتعلق بخلق بيئة حيث يمكن للأطفال أن يشعروا بالأمان، ويزدهروا، ويتطلعوا إلى مستقبل مليء بالفرص. دفعني هذا الإدراك إلى التحدث ومشاركة القصص، والعمل مع أطفال آخرين للدعوة نحو تغيير هادف. ليس الأمر سهلاً دائمًا، لكنني أعتقد أن العالم الذي يسوده السلام هو العالم الذي يمكن للأطفال فيه أن يتطلعوا للمستقبل ويكبروا بحرية.
بالنسبة لي، فإن السلام هو أهم شيء لأنه الحق الأول الذي نحتاجه كأطفال حتى نتمكن من التمتع بكافة حقوقنا. السلام يعني عدم وجود صراعات، ولا حروب، ولا تمييز. عندما أقول السلام لا أعني به العالم المثالي, بل أعني به حياة بسيطة وجيدة وهادئة وطبيعية لنا لنكبر فيها متمتعين بجميع حقوقنا.
السلام يسمح لنا كأطفال وشباب والناس من حولنا بالاستمتاع بالحياة. إن العالم الذي يسوده السلام يعني أن الأطفال يمكنهم بالتأكيد التمتع بجميع حقوقهم. بما في ذلك الحق في التعليم، والذي يمكن أن يضمن حياة جيدة لنا جميعا.
يوفر التعليم، وخاصة المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والرياضيات الأساسية، للأطفال الأدوات الأساسية للتنقل في الحياة واتخاذ قرارات صحيحة. في اليمن، حيث الوصول إلى التعليم الجيد محدودًا في كثير من الأحيان، فإنه يمكن لهذه المهارات الأساسية أن تفتح إمكانيات للأطفال قد تكون بعيدة المنال إذا لما يحصلوا على التعليم. بالنسبة للفتيات على وجه الخصوص، فإن تعلم القراءة والكتابة أمر تمكيني - إنه وسيلة للتواصل وفهم العالم والحصول على صوت. يساعد التعلم الأساسي في كسر الحواجز، مما يسمح لكل طفل بفرصة المساهمة في مجتمعه بطرق تتجاوز النجاح التقليدي. إن الأمر يتعلق بتزويد الأطفال بالمهارات الأساسية التي يحتاجون إليها لبناء مساراتهم الخاصة، أياً كانت تلك المسارات.
يجب على الجميع الاعتراف بهذه الحقوق من أجلنا.. من أجل كل الأطفال.
يجب على الكبار مساعدتنا في العيش بسلام. وعندما نكبر، سيكون من مسؤوليتنا أن نفعل الشيء نفسه للجيل الأصغر منا.
في اليوم العالمي للطفل , أتمنى أن يفهم الكبار أن الأطفال في حاجة إلى حياة آمنة وسعيدة.
Illustration by Febrilia Syahputri
